
هذه المسألة مما قامت الأدلة الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بالدلالة على تحريمها، وهي مسألة: الو،ط،ء في الد،ب،ر، هذه هي الل،و،طي،ة المعروفة، ويقال لها: الـ،ـلو،طيـ،ـة الصغرى، فهي محـ،ـر،مة، هذه المسألة محـ،ـرمة ومنـ،ـكر ومن الكبـ،ـائـ،ـر، وقد جاءت الأحاديث عن رسول الله تحـ،ـذ،ر من ذلك، وتبين أن و،ط،ء الدب،ر من الزوجة أمر محـ،ـر،م ومنـ،ـكـ،ـر، وبه قال عامة أهل العلم وجمهورهم للأحاديث الواردة في ذلك منها قوله عليه الصلاة والسلام: لا ينظر الله إلى رجل أتـ،ـى رجـ،ـلاً أو امـ،ـر،أ،ة في دبـ،ـرهـ،ـا رواه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح وأحمد رحمة الله عليهم، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبـ،ـا،رـهـن -وفي لفظ: في أعجـ،ـا،ز،هن، ويروى عنه عليه الصلاة والسلام: ملـ،ـعـ،ـو،ن من أتى امرأة في دبـ،ـرهـ،ـا في أحاديث كثيرة كلها دالة على تحريم الو،طـ،ء في الـدـ،ـبـ،ر.
فالحاصل أن الأحاديث الصحيحة وأقوال أئمة العلم من الصحابة ومن بعدهم كلها تدل على تحـ،ـريـ،ـم الو،ط،ء في الدـ،ـبـ،ـر، أما ما يروى عن ابن عمر أنه أجازه فهو غلط على ابن عمر ، والصواب أنه لا يثبت عن ابن عمر ، وإنما أراد ابن عمر أنه يجـ،ـوز أن تؤتـ،ـى من قفاها في قبلها، يعني: يأتيها من دبـ،ـرهـ،ـا في قبـ،ـلها، يعني يكون إلى الدبـ،ـر وهي مثلاً على جنبها أو كالساجدة فيأتيها من جهة قفاها في قبلها في الفـ،ـر،ج لا في الـ،ـدـ،بـ،ـر نفسه، فغلط بعض الناس فظن أنه يجـ،ـيت،ـز الو،ط،ء في الد،بـ،ـر، وإنما يأتيها مدبـ،ـرة في قبلها لا في دبـ،ـر،هـ،ـا، هذا هو الذي أراده ابن عمر وغيره ممن نقل عنه ذلك، ولو فرضنا أن بعض التابعين أو من بعدهم أجاز ذلك صريحاً وتوهم وغلـ،ـط في هذا فقوله مردود وباطل لا يلتفت إليه؛ لأنه مصـ،ـاـد،م للآية الكريمة ومصا،د،م للأحاديث الصحيحة، وكل قول يخالف ما قاله الله ورسوله فهو واجب الاطراح وواجب الترك، ولا يجوز أن تعارض به السنة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما لا يجوز أن يعارض به ما قاله الله عز وجل، فالله قال: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم فالحرث هو محله القبل فقط، وكذلك قال النبي : إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدـ،ـبارـ،ـهن وقال: لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في دبـ،ـر،هـ،ـا، ويروى عنه عليه الصلاة والسلام: مـ،ـلـ،عـ،ـو،ن من أتى امر،أ،ة في دبـ،ـر،ه،ا، وقد جاء في حديث ابن عمر ومن حديث عبد الله بن عمرو بسند جيد موقوفاً ومرفوعاً أنه سئل عن ال،و،ط،ء في الد،بـ،ر فقال: (اللـ،ـو،طـ،ـيـ،ـة الصغرى).




