
وروى البخاري (3989) – قصة خبيب بن عدي رضي الله عنه – ، وفيها : ” حَتَّى أَجْمَعُوا قَتْلَهُ – أي : خبيب – ، فَاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ ، مُوسًى يَسْتَحِدُّ بِهَا ، فَأَعَارَتْهُ ..” الحديث .
وجاء في ” مسند الإمام أحمد ” (26705) من حديث معمر بن عبد الله رضي الله عنه – وفيه – : ” فلما نحـ ــر رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه بمنى أمرني أن أحلـ ــقه ، قال : فأخذت الموسى ، فقمت على رأسه ، قال : فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي ، وقال لي يا معمر : ( أَمْكَنَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ ، وَفِي يَدِكَ الْمُوسَــ ـى ) الحديث .
ثالثاً :
السنة في شعر العانـ ــــة الحلـ ــق ، وأما شعر الإبـ ـط ، فالسنة فيه النت ــف ، فإن اقتصر الشخص على التقصيــ ـــر ، فلا بأس ، لكنه خـ ــلاف الأولى .
قال ابن قدامه رحمه الله : ” والاستح ـــداد : حل ــق العانــ ـــة . وهو مستحب ; لأنه من الفطرة , ويفحـ ـــش بتركه , فاستحبت إزالتـ ـــه , وبأي شيء أزالـ ـــه صاحبه فلا بأس ; لأن المقصود إزالتـ ــه , قيل لأبي عبد الله ( يعني : الإمام أحمد ) : ترى أن يأخذ الرجل سفلتـ ــه بالمقـ ــراض ( يعني : المقـ ــص ) , وإن لم يَسْتَقْـ ــصِ ؟ قال : أرجو أن يجزئ , إن شاء الله ” انتهى من ” المغني ” (1/65) .
وقال النو،وي رحمه الله : ” وأما ( الاستحداد ) فهو حلـ ــق العانـ ــة , سمي استح ــدادا لاستعمال الحديـ ــدة ، وهي الموسـ ـى , وهو سنة , والمراد به نظافة ذلك الموضع , والأفضل فيه الحلـ ــق , ويجوز بالقـ ـص والنتـ ــف والنـ ــورة …. ، أما ( نتـ ــف الإبط ) فسنة بالاتفاق , والأفضل فيه النتـ ــف لمن قوي عليه , ويحصل أيضا بالحل ـــق وبالنـ ــورة , وحكي عن يونس بن عبد الأعلى قال : دخلت على الشافعي – رحمه الله – وعنده المزيـ ـــن يحلـ ـــق إبطـ ـــه ، فقال الشافعي : علمت أن السنة النتـ ــف , ولكن لا أقوى على الوج ــــع ” انتهى من ” شرح مسلم للنووي ”




