close
تعليم

لمـ ـ ـاذا حـ،ـثـ ـنا رسول الله بحلـ ـق شعر العانـ ـة كل 40 يوم على الأكــ ـثر مفاجـ ـأة يكــ ـشفهـ ـا العلم الحديث

دلت السنة على مشروعية إزالـ ـة شعـ ـر العانـ ـة والإبـ ـط ؛ فقد روى البخاري (5889) ومسلم (257) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الْفِطْرَةُ خَمْسٌ أَوْ خَمْسٌ مِنْ الْفِطْرَةِ : الْخِتَـ ـانُ ، وَالِاسْتِحْـ ـدَادُ ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ ، وَنَـ ـتْفُ الْإِبِـ ـطِ ، وَقَـ ـصُّ الشَّارِبِ ) .

والحكمة – والله أعلم – من مشروعية إزالـ ـة ذلك الشعر من الموضعين ، أن في إزالتهمـ ـا تحصيلا لكمال النظافة ، وقطـ ـعا لما قد يصدر من رائحـ ـة كريهـ ــة لو تـ ـرك الشعر بدون إزالـ ـة ، وهناك مصالح أخرى وحِكم جليلة .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” وَيَتَعَلَّق بِهَذِهِ الْخِصَال ( يعني : خصال الفطرة ) مَصَالِح دِينِيَّة وَدُنْيَوِيَّة ، تُدْرَك بِالتَّتَبُّعِ , مِنْهَا : تَحْسِين الْهَيْئَة , وَتَنْظِيف الْبَدَن جُمْلَة وَتَفْصِيلًا , وَالِاحْتِيَاط لِلطَّهَارَتَيْـ ــنِ , وَالْإِحْسَان إِلَى الْمُخَالَط وَالْمُقَارَن بِكَفٍّ مَا يَتَأَذَّى بِهِ مِنْ رَائِحَـ ـة كَرِيهَــ ــة , وَمُخَالَفَـ ــة شِعَار الْكُـ ــفَّار مِنْ الْمَجُ ـــوس وَالْيَهُود وَالنَّصَـ ــارَى وَعُبَّاد الْأَوْثَـ ــان , وَامْتِثَال أَمْر الشَّارِع , وَالْمُحَافَظَة عَلَى مَا أَشَارَ إِلَيْهِ قَوْله تَعَالَى : ( وَصُوَّركُمْ فَأَحْسَنَ صُوَركُمْ ) لِمَا فِي الْمُحَافَظَة عَلَى هَذِهِ الْخِصَال مِنْ مُنَاسَبَة ذَلِكَ , وَكَأَنَّهُ قِيلَ قَدْ حَسُنَتْ صُوَركُمْ فَلَا تُشَوِّهُـ ــوهَا بِمَا يُقَبِّحـ ــهَا , أَوْ حَافِظُوا عَلَى مَا يَسْتَمِرّ بِهِ حُسْنهَا , وَفِي الْمُحَافَظَة عَلَيْهَا مُحَافَظَة عَلَى الْمُرُوءَة وَعَلَى التَّآلُف الْمَطْلُوب , لِأَنَّ الْإِنْسَان إِذَا بَدَا فِي الْهَيْئَة الْجَمِيلَة كَانَ أَدْعَى لِانْبِسَاطِ النَّفْس إِلَيْهِ , فَيُقْبَل قَوْله , وَيُحْمَد رَأْيه , وَالْعَكْس بِالْعَكْسِ ” انتهى من ” فتح الباري ” .

ثانياً :
المشهور في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنهم كانوا يستعملون ( الموسـ ــى ) في الحلاقـ ــة .
فقد روى البخاري (5079) ومسلم (715) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ” كنا مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل ، فقال : ( أَمْهِلُوا حتى نَدْخُلَ لَيْلًا – أَيْ عِشَاءً – كَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ ، وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ” فتح الباري ” : ” أي التي غـ ــاب عنها زوجها ، والمراد إزالـ ـ ـة الشعر عنها ، وعبر بالاستحداد ؛ لأنه الغالب استعمالـ ـه في إزالـ ــة الشعـ ـر ، وليس في ذلك منع إزالتـ ـه بغير الموسـ ـى ” انتهى .

1 2الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى