close
تعليم

قصه محمد وزوجة ابيه

كان يوم شتاء تهطل فيه الأمطار بغزارة وعند صلاه الفجر وضعت
الزوجه لزوجها طفل برئ يفتح للدنيا عيناه و ذراعيه ويبكي ولكن لماذا يبكي هل لما علمه من مفارقته لأمه بعد ولادته بلحظات أم يبكي
لما علمه من ترتيب القدر له
شاءت الأقدار أن تفارقه أمه بعد وضعه بلحظات نادت إلي زوجها
يا مصطفي ولدي أمانه في يديك
حافظ عليه وضعه في عينك وعوضه حنانك بحناني وإياك يوما تحسسه انه يتيم الام أحبك زوجي والملتقي الجنه وفارقت روحها الحياه
عاش المولود (محمد) مع أبيه عام كاملا وكان ابيه يحبه حبا جنونيا
وبعد عام قرر الزواج من زوجه ثانيه لتساعده في رعايه محمد
عاشت معه وأنجب منها ولد (خالد)
وكان يحبه إيضا حبا كبيرا
ولكن كانت زوجته تلاحظ
أهتمامه الزائد بمحمد بحكم انه يتيم الام وكان دائما يرد قائلا ولديا الإثنين بمنزله واحده عندي ولا فرق بينهما مع ان زوجته تفرق في المعامله بين ولدها ومحمد وكانت
تزرع الكره والحقد بينهما
إلى أن جاءت اللحظه الفاصلة
عاش مع زوجته الثانيه تسع سنوات
يكمل القدر قسوته على الطفل
ويفارق الأب الحياه وهو علي فراش الموت يوصي زوجته ارجوكي حافظى علي أولادي
ولا تفرقي بينهم واحسني إليهما
وامانه عليكي لا تحرمي الأخوين
من بعضهما وامانه عليكي ان تعاملي
محمد معامله طيبه لأنه يتيم الام
ومن اليوم سيصبح يتيم الأبوين
وفارقت روحه جسده
وبعد وفاه الزوج اباحت الزوجه عن
كرهها الدفين لمحمد وهنا بدأت
التفرقة كانت إذا احتاجت شي من
خارج المنزل ترسل وتوقظ محمد من نومه ولا ترسل خالد
كانت تشتري الثياب الجديده لخالد
ولا تشتري لمحمد مثلها
حتي المدرسه أخرجت محمد منها
بحجة انه يرعي الارض مع انه طفل صغير
أحس محمد مع مرور الأيام بالظلم
والتفرقه والقهر وقال لها يا أمي
أريد ملابس جديده مثل خالد ضربته ونهرته وقالت له من أين أحضر الاموال للملابس الجديده
و اذا لم يعجبك المكان أبحث عن مكان أخر لتعيش فيه
وتركته ينام باكيا
وفي الصباح ايقظته ليحضر لها الطلبات من خارج المنزل
قال لها أريد أن اذهب إلي المدرسه مثل خالد وأقراني من
سني قالت له أنت لرعاية المنزل
ولرعايه الارض
ومرت الأيام وازداد ألم الصبي الصغير إلي أن جاء يوم وذهب بنفسه إلى المدرسه ولم يقل لزوجة أبيه
وعندما رجع وعرفت قامت عليه بالضرب وقالت له ألم احذرك
من فعل هذا وظل يبكي ويصرخ
وهي لم تتوقف عن الضرب
ثم قالت له أخرج خارج البيت كما كنت ولا تعد قال لها وأين سأذهب ليس لي أحد سواكم قال لها محمد سامحني ولن افعلها مره ثانيه قالت له اخرج ولا تعد
قال محمد لها سامحكي الله يا زوجه أبي أهذه وصيه أبي لكي
خرج محمد من المنزل في نفس الظروف التي خرج فيها من رحم أمه السماء تهطل بالمطر والشتاء القارص ويقول يا ربي أين اذهب
يا ربي ليس لي سواك لا أمي ولا أبي ولا قلبا حنون يعطف علي يا ربي إليك المشتكي
وظل ماشيا ساعات حتي الفجر لا يعرف إلي أين طريقه وإذا به يجد كوخا صغيرا يطرق الباب بيده الصغيره وخرج رجل شيخ كبيرا
يقول لمحمد من أنت وما تريد
رد محمد قائلا ممكن أبيت عندك حتى الصباح تعجب الشيخ من سير محمد في هذا الوقت لوحده وفي هذه المنطقه
روي محمد للشيخ قصته
قال له الشيخ ستبقي يا بني
ورزقك ورزقي علي الله ولن افرط فيك ولعلي أعوضك حنان أبيك الذي فقدته
أدخل الشيخ محمد المدرسه ليكمل تعليمه
تمر الأيام والسنين

1 2الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى