
عندما تقدم سيف لطلب الزواج مني وافقت اسرتي بسرعة عليه فهو يمتلك الصفة الأساسية لرجل المستقبل بالنسبة لهم , خاصه عندما رمى حزمة من النقود ودفاتر الشيكات في حضن ابي وترك لنا حرية اختيار كل شيء , من أثاث و مجوهرات حتى موعد الزفاف و مكانه اعمى ذلك ابي و أمي لدرجة انهما لم يمعنا النظر باسمه الكامل . ولم ينتظرا حتى موافقتي فقاما بنفسهما بكل شيء …
وكانا يرددان علي : شاب جامعي , متعلم مثقف و أهم شيء ثري و مسؤول عن شركات و مؤسسات ووحيد أمه ليس له اخوه غير شقيقته وهو في مثل سني تقريبا والقصد بالطبع من ذلك كله انه لن يكون هناك شريك لتلك الثروة بعد عمر طويل …نعم قاما بعمل حساب كل شيء حتى الموت .
حتى يوم الزفاف كان كزفاف أميره من حكايات ألف ليلة وليلة . وكما ارادت أمي بالضبط .
توجهنا بعدها للفيلا الخاصة به والتي تتكون من طابقين الأول لوالدته وشقيقته والثاني كان من نصيبينا وما أن دخلنا إلي الغرفة وانصرف الجميع حتى تغير كل شيء و كأن ما مضى كان حلم واستيقظت منه .
غابت تللك الابتسامة من على وجه سيف وحل محله وجه كشر . عابس و كأني اراه لأول مرة . تلك الاسنان صارت انياب . تلك اليد الرقيقه التي كانت ممسكة بي بنعومه ورقه طوال حفلة الزفاف صارت مخالب حادة …يا الله ماذا حصل ؟ ماذا جرى ؟ ماذا فعلت حتى يحصل لي كل هذا ؟
قال بصوت كأني اسعه لأول مرة : الآن انت زوجتي ! قلت أعلم ذلك ماذا بك ؟ قال والشر يقفز من عينيه …سأجعلك وعائلتك تتمنون الموت , ترون نجوم الليل في النهار … صباحكم كمسائكم قلت … لم كل ذلك
ماذا فعلنا لك ؟ انت الذي تقدمت لطلب الزواج مني ولم يجبرك احد . قال وهو يدور كالمجنون في الغرفة …هل كنت تريدين أن انتظر الاذن منكم ؟ هذه فرصه لا تعوض جاءتني إلي تحت قدمي …هل صدقت انني مغرم بك آو سأموت اذا لم اتزوجك ؟ ساجعل الأيام التي عشتها مع أسرتي تكرر نفسها معكم .
لم اصدق نفسي عندما اكتشفت اني تزوجت من منتقم و أسير للماضي جاءته الفرصه لقلب أوراقه .. عندما بدأ يسرد لي القصة مضى عليها أكثر من نصف قرن ….
قصة خيانة ابي لوالده بكل شيء وغدره له حين تزوج من عمته وسلبها كل مالها وادعى عليها بالجنون و أودعها بمستشفى الطب النفسي حتى فارقت الحياه عاجزة عن الحركه ولم يكتف ابي بذلك بل قام بطردهم من منزلهم . حتى ملابسهم لم يتمكنوا من أخذها …ثم توفي والده اثر جلطه قلبية وعانت والدته من تربيته ليصل إلي ما هو عليه…
قصة أنتقام حقيقيه قد أكون شاهدتها يوم كفلم أو مسلسل أو قرات عنها …وما لم أتوقعه أن أكون آنا احد أبطالها ….سقطت من يدي باقة الورد على الأرض وجلست بحسرة على الكرسي قائلة : ما دخلي آنا ؟ آنا أول مرة أسمع هذه الحكاية منك ! ما ذنبي آنا بماضي أبي ؟ قال بزمجرة تشبه زئير الأسد …كيف ما دخلك ؟ ما ذنبنا نحن أيضا ؟ الويل لكم لن أرحمكم .
احسست بانني مهانة … يتبع
احسست بانني مهانة محتقره بماضي لا دخل لي فيه وفي نفس الوقت لم أكن اريده أن يعرف أو يشعر بأنه انتصر علي .. فأسلوب الإنتقام ليس من صفات الأشخاص المحترمين وبما أنه لم يحترمني أو يراعي شعوري قررت أن لا أدعه يهينني أكثر من ذلك .
وقفت أنظر إليه و أقول بحياد .. ماذا ستفعل ؟ لن تستطيع أن تفعل شيئا ..فلا يوجد دليل مادي بما فعله أبي …وكيف ستنتقم الآن ؟ اعتقد انك اضعت أحلى سنوات عمرك بالتفكير و التخطيط لسراب !
قال : لا لم اضيع شيئا . على العكس , كسبت كل شيء حسبما خططت له ..أنت ابنتهم الا تهمينهم ؟ قلت و أنا ارجع إلي الوراء ..ماذا تقصد ؟ قال سأجعلهم يأتون راكعين لخلاصك مني حتى يكون مصيرك مثل عمتي ! قلت : انت سافل ! ولا تستحق لقب الرجولة ..
زادت كلمتي تلك النار المشتعلة برأسه فافترب مني و أمسك بي بقوة قائلا : آنا آمر وانت تنفذين .
قلت : لإنك واهم ..لن انفذ لك حرفا واحدا و إن كنت رجلا بحق افعل ما يحلو لك …
ثار كالبركان ودفعني بقوة على السرير كالمغتصب الثائر …بعدها نظر إلي وقال : مارأيك الآن هل أستحق لقب الرجولة ؟ ثم خرج من الغرفة .
كل شيء توقعته إلا أن يرغمني على معاشرته بقوه ..
أخذت أبكي على نفسي . ها أنا ضحية أفعال أبي و إنتقام زوجي . مضى اسبوع على زواجنا وكره سيف لي يزداد يوما بعد يوم يظهر ذلك بتكشير وجهه عندما يراني أو نكون وحدنا بالمنزل ويبحث عن كل ما يغضبني.
ويزيد من آلامي سواء بالقول أو الفعل …يطلب من والدته وشقيقته تناول الطعام معنا ويفرض علي الطبخ كل أنواع الأطعمه وإن ابتسم في وجوههم وفي المساء أرغمني على النوم معه …بصيص الأمل الذي كان يريحني أحيانا هو سلوك والدته وشقيقته معي فهما في غاية الرقة معي تحترماني كثيرا
…..تمطراني بكلمات الإطراء على كل شيء أقوم به متسامحتان …و الإنتقام يكمن في قلب سيف وحده .
لذلك لم أكن أظهر لأحد سوء معاملة سيف لي حتى أهلي مما كان يظهر بعض الإستغراب على وجه سيف عندما ابادله الحب ونظرات الإعجاب وكلمات الإطراء أمام الآخرين , فأنا قررت أن لا أدع الإنتقام يتمكن مني ومنه وما دمت لا أشكي فلن يحصل ما يتمناه ويريد .
أما بداخلي فكانت تلك الغصة الكبيرة القابعة في قلبي ألعن الساعات التي كنت بها أسيرة الماضي أعيش في ظل الإنتقام … #يتـــــــــبع
بعد مضي شهرين تقريبا استيقظت ليلا على ألم شديد في بطني ما أن ذهبت لدورة المياه حتى كاد يغمى علي و أنا أرى تلك الدماء المنهمرة من تحتي و الآلام مثل السكاكين تغرس في جسدي ,
خرجت متألمة أنادي سيف الذي كان يغط بنوم عميق كالأسد الذي نال من فريسته ..بالطبع استغرب أن أوقظه في تلك الليلة وبتلك الطريقة فلقد كنت أبكي وأصرخ من شدة الألم أتوسله أن أذهب للمستشفى …
نهض من السرير و ساعدني للوصول اليها …. ما أن دخلت المستشفى حتى غبت عن الوعي بسب تلك الألآم التي ألمت بكل اجزاء جسدي …
إستيقظت في اليوم التالي لأرى نفسي في إحدى غرف المستشفى وممرضة بجانبي .. ما أن رأتني استيقظت حتى خرجت ثم رجعت ومعها الطبيب .. قال الطبيب حمدا لله على سلامتك . قلت : ماذا حصل ؟
قال حصل لديك حمل مبكر و أنا أعلم انكم في شهر عسل مما سبب لك تمزقا في جدار الرحم وتحلل الجنين , فأجرينا لك عملية تنظيف و سأصف لك بعض العلاجات وكوني على حذر في المرة القادمة وأطردي زوجك من الغرفة .
قلت بهدوء : هل أخبرته بكل ذلك .
قال الطبيب : بالطبع أليس هو السبب بكل ما حصل ؟ حمدت الله في نفسي على أني أجهضت وقررت بأخذ الحذر وعدم تكرار الحمل مرة أخرى
خرج الطبيب … وفي المساء جاء الجميع لزيارتي بما فيهم سيف الذي كان صامتا طوال الوقت حتى أنه لم يبادلني ولا نظرة …
بقيت في المستشفى ثلاث أيام خرجت بعدها صامتة متوجهه إلى منزلي برفقة سيف ..
ما إن دخلت المنزل و إلا كانت والدته في إستقبالي …قائلة : سأبقى معك حتى تتشافي تماما …
ضمتني إلى صدرها فشعرت شعورا غريبا مما جعل عيني تذرف بعض الدمعات الساخنة . أدخلتني الغرفة . ساعدتني في تغيير ملابسي وطلبت مني عدم مغادرة الغرفة ما دامت موجودة في المنزل , ألا أفكر في شيء لقد أحببت هذه السيدة حبا كبيرا , فطوال بقائها معي وهي تخدمني بعينيها بلا كلل بابتسامة لا تفارق وجهها حتى إنها طلبت من سيف أن ينام بغرفة أخرى ريثما أتعافى …
طوال تلك الفترة لم يتحرش بي سيف أو يسبب لي الإحراج بشء وعندما أشتكت مني والدته أنني لا أريح نفسي و أنهض من السرير , أكتفى بقوله : إ فعلي ما تقوله أمي لك …
وذات يوم كدت أخرج من الغرفة فسمعت حديثا بين سيف ووالدته .. اذ كانت تقول : ماذا بك يا سيف هل بقائي معكم يسبب لك الإحراج ام أن الماضي ما زال في عقلك…. يتبع